قالت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، يوم الجمعة بالرباط، إن المغرب اكتسب تجربة كبيرة في مجال الطاقات المتجددة والتنمية المستدامة، تزيد على 15 عاما من الخبرة في القطاع و32 عاما من الجاذبية بالنسبة للقطاع الخاص، وذلك في كلمة خلال ورشة عمل جمعت الفاعلين الرئيسيين في سوق الغاز حول موضوع "البنيات التحتية للغاز الطبيعي بالمغرب".
وأضافت الوزيرة أن المملكة تعمل على تسريع وتيرة الاستثمارات في مجال الطاقة مع تعزيز الشبكة الكهربائية والاستثمار في مصادر تخزين الغاز الطبيعي، مذكرة بأن المغرب يتوخى رفع حصة الطاقات المتجددة إلى أزيد من 52 في المئة من المزيج الطاقي بحلول عام 2030، ولاسيما من خلال تشجيع الوقود منخفض الكربون.
كما أوضحت أنه، من أجل تحقيق نظام طاقي مرن وأكثر صمودا والاستعداد لاقتصاد الهيدروجين الجديد، "نعتزم استثمار، بالشراكة مع القطاع الخاص، ما بين مليار وملياري دولار سنويا، بشكل متواصل ودون انقطاع"، مبرزة أهمية تعزيز الارتباط مع الأسواق الدولية للطاقة والكربون، ومشيرة إلى أن المملكة هي "البلد الإفريقي الوحيد الذي يرتبط، في مجال الكهرباء والغاز والخدمات اللوجستية، مع القارة الأوروبية بطريقة ثنائية الاتجاه.
وشددت بنعلي على ضرورة التعاون مع القطاع الخاص لتحريك قطاع الغاز الطبيعي في المغرب، مبرزة الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي وفرص الاستثمار في هذا القطاع.
مديرة الموانئ والمجال العمومي البحري بوزارة التجهيز والماء، سناء العمراني، من جهتها، قالت إن المغرب يعتبر رائدا عالميا في مجال الطاقة الشمسية والطاقة الريحية، مستحضرة التحديات الكبيرة التي لا يزال يتعين مواجهتها لبلوغ الحياد الكربوني في أفق سنة 2050، مذكرة ببروتوكول الاتفاق الاستراتيجي التي تم توقيعه، مؤخرا بالرباط، بين عدة وزارات وهيئات وشركات عمومية لتعزيز التنسيق بهدف تسريع تنفيذ برنامج تنمية البنية التحتية المستدامة للغاز.
وأوضحت أن هذا البروتوكول يندرج في إطار استمرارية الجهود الرامية إلى تعزيز السيادة الطاقية للمغرب، وإزالة الكربون من اقتصاده، والربط بين الأسواق الإقليمية والعالمية، مبرزة أن برنامج التطوير المستدام للبنى التحتية للغاز، الذي سيستمر لعدة سنوات، يهدف إلى تزويد المملكة بعدة نقاط دخول لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، بالإضافة إلى البنى التحتية لتخزين ونقل الغاز الطبيعي.
وأضافت المسؤولة أن "ميناء الناظور غرب المتوسط سيتموقع كأول بوابة على مستوى الواجهة المتوسطية".
يذكر أن هذه الورشة عرفت أيضا مشاركة وزيرة الاقتصاد والمالية نادية فتاح، وممثلون عن الوزارات المعنية والقطاع الخاص.
كما شكل هذا اللقاء فرصة لجمع مختلف الأطراف المعنية لمناقشة مستقبل سوق الغاز المغربي في إطار مقاربة عملية ترتكز على توحيد الجهات الفاعلة الوطنية والدولية، المؤسساتية والخاصة، من أجل وضع نظام طاقي أكثر مرونة وصمودا والاستعداد لاقتصاد الهيدروجين وانطلاق سوق الغاز الطبيعي في المغرب.